لتحميل الكتاب أضغط هنا
- من متن الكتاب
هناك حكاية تاريخية عن رجل صالح كان يعيش في تلمسان، توقف السلطان في
الطريق بحصانه أمامه، وقال له: أريد ان أسألك، هل تجوز الصلاة بهذه الثياب الفاخرة
التي ألبسها؟ فضحك الرجل الصالح وقال: لقد ذكرتني بالكلب الذي يخوض في القاذورات
ويلغ فيها، ويأكل الجيف، حتى اذا أراد البول رفع ساقه حتى لا يصيبها الرذاذ. وأنت
أيها السلطان مأكلك حرام، ومشربك حرام، وتستحل ما حرم الله من الدماء، ثم لم يكن
همك إلا جواز الصلاة في ثيابك؟
تذكرت هذه الحكاية بمناسبة
استجواب الوزيرين العليمي والقمش في مجلس النواب وغضبهما من وصفهما أو أحدهما
بالكذب من قبل النائب أحمد سيف حاشد، الذي انتُهكت حصانته وهو يدافع عن كرامة
وآدمية علي الديلمي، الذي ابتلعه الأمن السياسي في بدرومه الواسع، وأشبعه الزبانية
إهانة وانتهاكاً لآدميته، بأبشع صورة وأحطها، الى حد التهديد باختطاف ابنته
المريضة، وولده الصغير، تماماً كما يليق بعصابات الاجرام المافوية، حسب ما جاء في
شرحه عقب إطلاق سراحه في المؤتمر الصحفي.
ربما كان على الأخ النائب
بعد سرد ماقاله علي الديلمي في المؤتمر الصحفي، أن يصفهم بأنهم (بلاطجة)، ورجال
عصابات، وزبانية جحيم يمارسون الخطف والتعذيب، وانهم مجرمون خارجون على الدستور
والقوانين اليمنية التي تجرم هذه الممارسات الإجرامية. أما أن يصفهم بأنهم كذابون،
ويتسبب في اغضابهم، وخروجهم من المجلس احتجاجاً، فذلك كثير.. لا.. لا.. حرام.
لقد استُهدف النائب أحمد سيف
حاشد لنشاطه السياسي المعارض في تكتل «مستقلون من أجل التغيير»، تماماً كما استهدف
النائب حميد الأحمر بتضخيم محادثته الهاتفية مع الشاطر الذي يخالف الدستور كل يوم
خميس، وهو يحول صحيفة القوات المسلحة وادارة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الى
احدى لجان المؤتمر الشعبي العام، في مخالفة فاضحة ومتكررة للدستور الذي تنص المادة
36 منه على أنه «يحظر تسخير القوات المسلحة والأمن والشرطة وأي قوات أخرى لصالح
حزب أو افراد أو جماعة، ويجب صيانتها من صور التفرقة الحزبية، والعنصرية،
والطائفية، والمناطقية، والقبلية، وذلك ضماناً لحيادها وقيامها بمهامها الوطنية
على الوجه الأمثل، ويحظر الانتماء والنشاط الحزبي فيها وفقاً للقانون».
والقصيدة البذيئة التي
نشرتها صحيفة الشاطر تدخل الى التعصب الحزبي من أسوأ الابواب، وهو باب الإساءة الى
قيادات سياسية معارضة ليس من شأن صحيفة الجيش التعرض لها، فهي ليست صحيفة حزبية.
فكيف تُعالَج هذه العربدة والخروج على الدستور.
أما رد الفعل الذي قيل انه
صدر عن النائب حميد الأحمر فهو ليس من شأن القوات المسلحة والأمن، فهو موضوع شخصي،
ليس من شأنهما مناصرة الشاطر فيه، ويعالج كذلك، وهما ليسا عصابة أو قبيلة. ولنتذكر
في هذا الباب تهديد الاخ رئيس الجمهورية للاخ حسن باعوم عضو المكتب السياسي للحزب
الاشتراكي، ورئيس منظمة الحزب في حضرموت، هاتفياً «بأن رأسه سيطير» كما جاء في
شكوى الاخ حسن باعوم.. حقهم حق.. وحق الناس مرق.
>
مقالة الاستاذ الكبير القدير الدكتور محمد عبدالملك المتوكل «انتهاك الدستور لا
نسبة النتيجة» كانت درساً بليغاً ومستحقاً، ارجو ان يستفيد منه الذين يريدون ان
يلعبوا بالبيضة والحجر، حتى قبل ان يخرجوا من البيضة.
تعليقات
إرسال تعليق