التخطي إلى المحتوى الرئيسي

{كتاب} : الفن الحديث



لتحميل الكتاب أضغط هنا 

- من متن الكتاب 
كان لأربعة من فلاسفة أواخر التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أكبر الأثر على علم الجمال المعاصر. ففي فرنسا عرف هنري بيرجسون العلوم بأنها موهبة خلق نظام من الرموز التي يفترض أن تصف الحقيقة وفي نفس الوقت تخدعنا عنها. وأن الفن يقوم على الحدس الذي هو الإدراك المباشر للحقيقة بدون وساطة التفكير. ولذلك فإن الفن يخترق الرموز والعقائد عند الناس والحياة والمجتمع ويضع الإنسان أمام الحقيقة وجهاً لوجه.
وفي إيطاليا مجد الفيلسوف والمؤرخ بنديتو كورسي الحدس ولكنه اعتبره الإدراك الفوري للشيء والذي يمنح هذا الشيء شكله. وأنه إدراك الإنسان للأشياء قبل أن يفكر فيها. وأن الأعمال الفنية هي التعبير المادي عن الشكل وعن هذا الإدراك، أن الجمال والقبح ليسا صفتان للعمل الفني ولكنهما من صفات الروح التي عبرت عن نفسها بالحدس  في تلك الأعمال الفنية.
أما الفيلسوف والشاعر الأمريكي جورج سانتايانا فقد جادل قائلا: أنه عندما يحس الإنسان بالسرور من شيء ما فإن ذلك السرور يمكن اعتباره صفة للشيء ذاته بدلاً من اعتباره استجابة ذاتية للشيء، بالضبط كما يقوم الإنسان بوصف عمل إنسان آخر بأنه طيب في ذاته بدلاً من أن يصفه بأنه عمل طيب لمجرد أنه يوافق عليه، ولذلك يمكن للمرء أن يقول أن بعض الأشياء جميلة ليس لأن إحساسه الجمالي بألوانها وأشكالها هو ما دفعه إلى القول بأنها جميلة.
في حين أن الفيلسوف ورجل التعليم جون ديوي يرى بأن التجربة الإنسانية غير مترابطة، ومجزأة، ومليئة بالبدايات الغير مكتملة، وكأن التجارب وسائل متعمدة تستخدم للوصول إلى النهايات. وهذه التجارب المتميزة التي تتدفق من بداياتها إلى نهاياتها الممتعة، هي خبرات جمالية. والخبرة الجمالية هي الاستمتاع لأجل الاستمتاع، وهي كاملة ومنطوية على ذاتها كما أنها عابرة وليست وسيلة إلى أي غاية أخرى.




























تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

{كتاب} : الفن الأفريقي

للتحميل   أضغط هنا  - من متن الكتاب  نتناول هنا الفنون التشكيلية وفن العمارة في المنطقة الجغرافية التي اصطلح على تسميتها إفريقيا جنوب الصحراء. ذلك لأن الصحراء الإفريقية الكبرى تشكل حاجزاً طبيعياً بين الشمال الإفريقي الواقع إلى الشمال من الصحراء، والمنطقة الواقعة جنوب الصحراء. وهذا حاجز جغرافي وثقافي في آن معاً. وعلى الرغم من وجود قدر من التداخل بين السكان على جانبي الصحراء، فإن التباين الثقافي والتاريخي كبير وواضح. وهو ما يجعل دراسة الفنون الإفريقية شمال الصحراء تندرج تحت عناوين الفنون الإسلامية والقبطية والمصرية القديمة. ويمكن رصد الفن والثقافة الإفريقيين عبر فترة زمنية طويلة ترجع إلى زمن مبكر جداً يصل إلى العام 25500 قبل الميلاد، ويمتد إلى الوقت الحاضر. وأول النماذج المبكرة التي وصلت إلينا من الفن الإفريقي القديم، هي صور الحيوانات المرسومة أو المحفورة على صخور الكهوف في ناميبيا. وترجع صور الحيوانات المرسومة أو المحفورة في الصخور في الصحراء إلى ما بين عام 6000 وعام 4000 قبل الميلاد. هناك فن يرجع إلى فترة زمنية لاحقة في الصحراء، يصور الأنشطة الطقوسية والرعي وتجهيز الطعام. أ

{كتاب} : دراسات نقدية فنية وأدبية

لتحميل الكتاب أضغط هنا   - من متن الكتاب  قراءة في شعر الزبيري ينسب شعر الزبيري من قبل الدارسين إلى الكلاسيكية الجديدة وإن كانوا يوردون له بعض القصائد التي يقولون أنها رومانسية؛ ومن هذه القصائد الشهيرة قصيدة (البلبل) التي مطلعها: بعثت الصبابة يا بلبل                 كأنك خالقها الأول غناؤك يملأ مجرى دمي                 ويفعل في القلب ما يفعل إضافة إلى قصيدة حنين الطائر التي مطلعها: أملٌ غيرُ متاح وفؤادٌ غير صاح أنا طيرٌ حطمَ المقدور                 عشي وجناحي ورماني في نثارٍ                 من دموعي ونواحي أما بقية شعره فإن الدارسين لشعر الزبيري ومنهم الأستاذ/ عبد العزيز المقالح والأستاذ/ عبد الله البردوني فإنهم ينسبونه إلى الكلاسيكية الجديدة؛ ولكنني أخالفهما الرأي وأعتقد أن الزبيري تجسيد للرومانسية، فإذا كانت الرومانسية تعني التحرر من القيود والتحلل من كل أشكال الروابط التي تجعل الإنسان على غير سجيته ومن ثم يكون نزاعاً إلى الحرية التي تتمظهر غالباً بالتمرد على السلطة سواءً كانت سلطةً سياسةً أو دينية أو ثقافية. وهذا النزوع الرومانسي