لتحميل الكتاب أضغط هنا
- من متن الكتاب
بروميثيوس
هو أحد التيتانات (العمالقة)، وصديق البشر ومعينهم. وهو ابن التيتان (العملاق)
أيابيتوس من التيتانة (العملاقة) ثيمس التي عرفت فيما بعد باسم حورية البحر
كليمين. وكان بروميثيوس وأخاه أيبيميثيوس قد كلفا بمهمة خلق البشر وتزويدهم وتزويد
جميع الحيوانات أيضاً بالمواهب والمهارات التي تمكنهم من الحياة والبقاء. فقام
أيبيميثيوس بتزويد الحيوانات بمواهب ومهارات متنوعة كالشجاعة والرشاقة والريش
والفرو والمخالب والأنياب والسموم وغيرها من وسائل العيش والحماية. وعندما حان وقت
خلق كائن أعظم من بقية الكائنات الحية، وجد أيبيميثيوس أنه كان قد تصرف بطيش في
موارده حتى أنه لم يبق لديه شيء يعطيه لهذا الكائن. ولذلك فقد طلب مساعدة أخيه
بروميثيوس الذي يعني اسمه (المفكر قبل العمل) بعكس أخيه الذي يعني اسمه (المفكر بعد
العمل) وهكذا تولى بروميثيوس مهمة خلق البشر.
وسعياً
منه إلى جعل البشر أرقى من الحيوانات، منحهم شكلاً أكثر نبلاً مكنهم من السير على
أقدامهم منتصبين. ثم ذهب إلى السماء واقتبس من الشمس ناراً أشعل بها مشعلاً وأهدى
النار للبشر. وكانت هبته هذه أثمن من كل ما تلقته الحيوانات من هبات.
وقد
أثار تصرف بروميثيوس هذا غضب الإله زيوس الشديد، ليس لأن بروميثيوس سرق النار
ومنحها للبشر فحسب، بل لأنه أيضاً خدع الآلهة فقرر لها الجزء الأسوأ من حيوانات
القرابين وترك للبشر أفضل الأجزاء. وكأن بروميثيوس قد ذبح ثوراً وفصّله قطعاً
وأجزاء،ً وجعل أفضل الأجزاء القابلة للأكل في كومة وأخفاها في جلد الثور، وغطاها
بالأمعاء والكرش، ثم قام بتجهيز كومة أخرى وضع فيها العظام وغطاها بالشحم. وعرض
الكومتين على الإله زيوس وطلب منه أن يختار كومة منها، فاختار الكومة المغطاة
بالشحم. وقد اشتعل زيوس فيما بعد غضباً عندما اكتشف أن الشحم كان يغطي كومة مكونة
بالكامل من العظام. وهكذا أصبحت الشحوم والعظام هي الأجزاء التي يتم حرقها قرابين
للآلهة، بينما بقي اللحم الجيد للبشر الفانين.
أما
بروميثيوس فقد ربطه زيوس إلى صخرة في بقعة من الجحيم اسمها كاوكاسوس، وسلط عليه
نسراً يمزقه بمخالبه ومنقاره، فيعود ما تمزق منه إلى حاله الأول ليعود النسر إلى
تمزيقه من جديد. ولكن البطل هرقل تمكن فيما بعد من تحريره وقتل النسر.
لتحميل الكتاب أضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق